السحر المدفون هو كل سحر قام صاحبه بدفنه في مكان معين قصد إخفاءه عن الأنظار و لضمان بعده عن أيدي الناس لأطول مدة ممكنة . و يعتقد الكثير من المرضى المصابين بالسحر أو بالمس أو بالعين أن السحر المدفون هو أقوى أنواع السحر و أنه لا شفاء منه إلا بإخراجه من مكانه . و حتى الرقاة و المعالجون يجتهدون في البحث عن مكان السحر ظنا منهم أن أفضل طريقة لفك السحر هو اكتشاف مكانه و إبطاله و كل هذا غير صحيح و لا أساس له من الصحة و هذا ما سأبينه لحضراتكم بالأدلة القاطعة التي لا تقبل التشكيك بإذن الله تعالى .
ما هو الفرق بين السحر المدفون و غيره من الأسحار من حيث القوة :
الكثير من الناس يعتقدون أن السحر المدفون يختلف في قوته عن المشروب و عن المرشوش و عن المعلق و غير ذلك ، و يعتبرون السحر المدفون أقواهم لأنه مخفي في مكان ما من الأرض حيث لا يمكن للمريض اكتشاف هذا السحر لإبطاله . و يرسخ هذه المعتقدات الخاطئة في أذهان الناس . و الحقيقة هي أن السحر لا يتغير بتغير مكان إخفاءه أو باختلاف المواد التي صنع منها ، بل السحر يتغير بحسب شدة كفر الساحر و شدة طاعته للشيطان و قوة الشيطان المسخر في هذا السحر و بعد المسحور و قربه من الله و شدة حرصه على الوقاية و العلاج .
و يختلف السحر باختلاف ديانة الساحر ، فسحر المنتسبين للاسلام أضعف من سحر النصارى و اليهود و سحر البوذيين و عباد الشيطان أشد و أقوى . فكلما بعد العبد عن الله تعالى كان سحره أقوى و أشر .
ما هي الطرق الصحيحة لتشخيص السحر المدفون :
كنت كلما جاءني مريض بالمس أو السحر و أخبرني بأن لديه سحرا مدفونا أستغرب عن كيفية معرفته لنوع السحر الذي صنع له ، و أسأله : ( يا أخي كيف عرفت أن سحرك مدفون و ليس معلقا أو مخفيا في رجل طائر ) فيجيبني : ( إن الراقي الذي رقاني قال لي فيك علامات السحر المدفون ) . و حينها أقول له : ( و هل يمكنك أن تخبرني بهذه العلامات ؟ ) فيجيبني بأمارات و علامات لا تمت للسحر المدفون بصلة بل و يمكنها ان تشير إلى أي نوع آخر من أنواع السحر الشيطاني . فالمرضى في الغالب يصدقون كل كلام يقوله المعالج بالرقية الشرعية و بالرقية الغير الشرعية حتى لو كان كلامه غير منطقي و غير مبرر . فلا يمكن إطلاقا لأي راق أو حتى دجال أن يعرف أن نوع سحرك سحر مدفون و لا تصدق أبدا أن لديه علامات و أمارات يميز بها نوع السحر الذي عندك . و إذا أردت الدليل فإنني سأطرحه عليك من سيرة محمد عليه الصلاة و السلام .
فحينما سحر النبي صلى الله عليه و سلم ظل لست شهور وهو لا يعرف انه مسحور ، حتى أعلمه الله بأنه قد سحره يهودي اسمه لبيد بن الأعصم . فهل الرقاة أذكى من رسول الله عليه الصلاة و السلام أم أنهم تعلموا علم الرقية ففاقوه فيه ؟ حاشا و كلا . بل إن محمدا عليه الصلاة و السلام هو سيد العلماء بلا منازع و أرجح الناس عقلا و أوسعهم علما . فلو كان السحر المدفون يكتشف بالذكاء لاكتشفه محمد عليه الصلاة و السلام و لو كان يكتشف بالعلم لعرفه عليه الصلاة و السلام . و لكن الحقيقة أنه يبقى غيبا لا يعرفه إلا الله و إلا الساحر و أعوانه الذين حضروا في وقت السحر و من وفقه الله لكشف مكانه برؤيا صالحة أو بقدر من الله .
أما من يقول بأن الشيطان الذي ينطق على لسان المسحور هو من يخبر بمكان السحر فنسأله سؤالا إنكاريا : ( هل تعرف عدوا يخبر عدوه مكان سلاحه الذي يريد أن يؤذيه به ؟ ) مالكم أيها الناس كيف تفكرون ؟ هل الشيطان الذي سلط عليك في السحر سيساعدك للشفاء منه ؟ مستحيل . بل و إن الله تبارك و تعالى قد حذرنا من تصديق الشياطين في ما من آية كريمة من الذكر الحكيم ، و من جملتها قوله تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) ، و منها قوله تعالى : ( أفتتخذونه و ذريته أولياء من دوني و هم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) . فلا تعاون بين الشيطان و الانسان أبدا . و كل الرقاة الذين يتعاونون من الشياطين هم مخطؤون و عليهم أن يتراجعوا عن ذلك الضلال إلى الحق المنير .
فهل السحر المدفون لا يبطل إلا باستخراجه من الأرض :
صدعوا رؤوسنا بأن السحر المدفون لا يبطل إلا بإخراجه من تحت الأرض ، و هذا ما جعل الكثير من المسلمين المسحورين يعتقدون أن السحر المدفون خطير للغاية . و الصواب يا إخوتي أن السحر المدفون يمكن إبطاله بدون الحاجة إلى استخراجه من مكانه . و الدليل على هذا الكلام هو من فم الصادق الأمين عليه الصلاة و السلام .
ففي الحديث الذي رواه البخاري و مسلم عن عائشة رضي الله عنها و الذي يروي قصة سحر النبي عليه الصلاة و السلام تقول له عائشة :( يا رسول الله هل لا استخرجته؟ ) فيرد عليها بالرفض .
فإليكم الحديث الذي يقص القصة و لنقم بالتأمل فيه .
روى البخاري في صحيحه في كتاب الطب في باب السحر قال : حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه قلت وما ذاك يا رسول الله قال جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصماليهودي من بني زريق قال فيما ذا قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذي أروان قال فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى عائشة فقال والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين قلت يا رسول الله أفأخرجته قال لا أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثور على الناس منه شرا وأمر بها فدفنت
فتأملوا بارك الله فيكم أن عائشة رضي الله عنها تقول له يا رسول الله أفأخرجته فيرد عليها بقوله : ( لا أما أنا فقد عافاني الله و شفاني ) أي أن السحر بطل مفعلوه دون الحاجة لإخراجه . و يستحيل أن يترك النبي عملا خيرا من الذي قام به ، فهو لا يفعل إلا أفضل ما يمكن فعله لأنه قدوة للناس
فما هي الطريقة الصحيحة لإبطال السحر المدفون :
الطريقة الصحيحة لإبطال السحر المدفون هي برقية المريض لا بالبحث عن السحر ، فالنبي عليه الصلاة و السلام كان يرقي نفسه كل يوم من العين و من السحر و من الحسد ، فعليك أخي المريض برقية نفسك بسورة الفاتحة و بآية الكرسي و بالإخلاص و المعوذتين بدل البحث المضني عن سحر لعله لم يصنع لك أصلا .
و على كل حال أسأل الله الشفاء لجميع مرضى المسلمين و لأية استشارة يمكنكم التواصل معي عبر الواتساب التالي
اصدق شيخ روحاني الشيخ الروحانى 00201208602848
شارك الموضوع
الإبتساماتإخفاء